مهارات التفكير مادة لها ثقل في المعدل

مهارات التفكير 

اوThinking skills.
قبل ان نبدأ انا مؤمن بأن التأمل بشكل عام وراحة نفسية وجسمانية 

ينتج عنه ابداع وتفكير سليم

المقدمة

للتفكر: قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” البقرة:164.

• لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان متميزا عن سائر الخلق، حيث كرمه بالعقل، ليتمكن- بإذن الله- من السيادة على الكون وفق منهج الله. والتفكير أرقى أشكال النشاط العقلي لدى الإنسان. والحضارة الإنسانية هي خير دليل على آثار هذا التفكير، و التفكير إحدى العمليات العقلية المعرفية العليا الكامنة وراء تطور الحياة الإنسانية، وقدرة الفرد على اكتشاف الحلول الفعالة لمشاكل الحياة وتحسين نوعية الحياة التي يعيشها. إن معظم الانجازات العلمية التي حققتها البشرية مبنية على عملية التفكير، هذا بالإضافة إلى أن الأسلوب الذي يفكر به الفرد يعد في حد ذاته قوة كامنة تؤثر على كافة تفاعلاته الداخلية والخارجية. و التفكير هو أداة تقدم الإنسان فهو ضروري لوجوده واستمراره في هذه الحياة. وبه يحدد الفرد طريقة ويرسم ملامح حياته المستقبلية ويعبر به عن تميزه وفرديته.

المدخل إلى عملية التفكير

لقد عنى الإسلام عناية فائقة بالتفكير ففي القرآن الكريم نجد العديد من الآيات التي تحث على التفكير،على سبيل المثال قولة عز وجل “مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ” العنكبوت:41-43.

• التفكير عملية يومية طبيعية تحدث للإنسان بشكل مستمر، فالتفكير اليومى كالتحدث، أداء طبيعى يتم القيام به باستمرار، والتفكير عملية ذهنية نشطة، وهى نوع من الحوار الداخلي المستمر مع الذات أثناء القيام بعمل، أو مشاهدة منظر أو الاستماع لرأي.
• وقد يكون التفكير نشاطا ذهنيا بسيطا كما هو الحال عند الرد علي سؤال ما أسمك؟.
• وقد يكون أمرا بالغ التعقيد كما هو الحال عند حل المشكلات واتخاذ القرارات.
• ويميز الخبراء بين أنواع عدة من التفكير، مثلا أخذ الانطباعات هو أحد أنواع التفكير وهو أفضل من اللامبالاة أو عدم وجود ردة الفعل، وهناك التفكير الإبداعي الذي نحصل عليه من خلال العصف الذهني وهو تفكير إيجابي. وهناك التفكير الناقد وهو الذي يهدف إلى التأكد من صحة معلومة ما، أو القيام بما هو ضروري للكشف عن حقيقة معينة.
• تعلم مهارات التفكير ضروري ليتمكن الفرد من اتخاذ القرارات الصائبة وحل المشكلات المستعصية في حياته، كما يستطيع أن يحمى ذاته ومصالحه.
• التفكير عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة به، فعملية التفكير تتأثر بالسياق الاجتماعي والسياق الثقافي الذي تتم فيه.

تعريف التفكير

للتفكير تعريفات عديدة ومتنوعة منها:
• أبو علام (1993) “التفكير هو أعلى أشكال النشاط العقلي لدى الإنسان، وهو عملية ينظم بها العقل خبراته بطريقة جديدة كحل لمشكلة معينة أو إدراك علاقة جديدة بين أمرين أو عدة أمور”.
• ستيرنبرج وجريجورينكو (1995) ” التفكير عملية عقلية معرفية تؤثر بشكل مباشر في طريقة وكيفية تجهيز ومعالجة المعلومات والمتمثلات العقلية المعرفية داخل العقل البشري”.
• حبيب (2003) ” التفكير هو التقصي المدروس للخبرة من أجل غرض ما، وقد يكون هذا الغرض هو الفهم أو اتخاذ القرار، أو التخطيط، أو حل المشكلات أو الحكم على الأشياء، أو القيام بعمل ما”.
• العتوم، الجراح، و بشارة (2007) “التفكير نشاط معرفي يعمل على إعطاء المثيرات البيئية معنى ودلالة من خلال البنية المعرفية لتساعد الفرد على التكيف والتلاؤم مع ظروف البيئة”.

متطلبات التفكير الفعال:

• استخدام مهارات التفكير المتنوعة واستراتيجياتها المختلفة بدرجة عالية،
• أن يتمتع المتعلم بخصائص شخصية وفكرية كالرغبة في تحديد المشكلة، واستخدام مصادر موثقة، والبحث عن بدائل والانفتاح على الأفكار الجديدة، والالتزام بالموضوعية .

تصنيف بلوم المعدل(1999)

نشر لورين اندرسون وزملاؤه في عام 1999 إصدارًا محدثًا من تصنيف بلوم يراعي نطاقًا واسعًا من العوامل التي تؤثر على عمليتي التدريس والتعلم. وحاولوا في هذا الإصدار المُراجع للتصنيف تصحيح بعض الأخطاء التي وردت في التصنيف الأصلي، و يُميز التصنيف الجديد بين :

• “معرفة الكيفية” أي الإجراءات المستخدمة في حل المشكلات.
• “معرفة الماهية” أي محتوى التفكير و يمثل بعد المعرفة.

مهارات بُعد العملية المعرفية لتصنيف بلوم المُراجع

ويحتوي بُعد العملية المعرفية لتصنيف بلوم المُراجع على ست مهارات مثل الإصدار الأصلي. وهي تتدرج من الأبسط إلى الأكثر تعقيدًا: 

1. التذكر: ويتضمن التذكر التعرف على المعلومات الملائمة واسترجاعها من الذاكرة طويلة المدى
2. الفهم: ويمثل الفهم القدرة على تكوين المعنى الخاص بك من المواد التعليمية مثل القراءة وعمليات الشرح التي يقدمها المدرس. وتضم المهارات الثانوية لهذه العملية التفسير وضرب الأمثلة والتصنيف والتلخيص والاستدلال والمقارنة والشرح.
3. التطبيق: وتشير عملية التطبيق، إلى الإجراء الذي تم تعلمه في موقف مألوف أو جديد
4. التحليل: يتضمن تقسيم المعرفة إلى أجزاء خاصة بها والتفكير في الكيفية التي ترتبط بها الأجزاء ببنيتها الكلية. ويقوم الطلاب بالتحليل بالتمييز والتنظيم والنسب.
5. التقييم: التقييم، الذي يحتل قمة التصنيف الأصلي ويمثل العملية الخامسة من ست عمليات في الإصدار المُراجع. ويتضمن عمليتي المراجعة والنقد.
6. الإبداع(وهو غير موجود في تصنيف بلوم): الإبداع، يمثل عملية غير مضمنة في التصنيف القديم وأهم مكونات الإصدار الجديد. وتتضمن هذه المهارة تركيب الأشياء مع بعضها لإيجاد شيء جديد. ولإنجاز عمل المهام، يقوم المتعلمون بالإنشاء والتخطيط والإنتاج.

أمثلة توضح بعد العمليات المعرفية

يمكن أن يتوافق كل مستوى من مستويات المعرفة مع كل مستوى من مستويات العملية المعرفية حسب هذا التصنيف، ولذلك يتمكن الطالب من تذكر المعرفة الحقيقية أو الإجرائية أو فهم المعرفة المفهومية أو وراء المعرفية أو تحليل معرفة ما وراء المعرفي أو المعرفة الحقيقية.

وفيما يلي جدول يوضح بُعد العمليات المعرفية

خصائص التفكير

1. التفكير سلوك هادف لا يحدث في فراغ أو بلا هدف
2. التفكير سلوك تطوري يزداد تعقيده مع نمو الفرد وتراكم خبراته
3. يحدث التفكير بأنماط مختلفة :
   • لفظية (الحوار الداخلي باستخدام اللغة)
   • رمزية (التمثيل الرمزي للكلمة أو معناها)
   • كمية (استخدام الأرقام)
   • مكانية (استخدام حجم وموقع الأشياء)
4. يستند التفكير إلى أفضل المعلومات الممكن توافرها
5. يختصر التفكير الوقت والجهد ويعمل على زيادة الفاعلية والإنتاج

نتائج التفكير الفعّال (الجيد)

1. نتائج موثوقة، قابلة للتصديق، أكثر شمولا، وأكثر عمقا.
2. طرح آراء أكثر انفتاحا، وأكثر شمولا وأكثر عمقا.
3. الوصول إلى قرارات أكثر نضجا ورشدا مما يحسن حياة الشخص.
4. يؤدى إلى فكر نقدي دقيق وإصدار أحكام نقدية تتسم بالقوة والقرب من الصواب.
5. يتسم المفكر الجيد بمجموعة من الاتجاهات والخصائص منها الأعتماد على مصادر موثوقة والموضوعية والتروي وعدم التحيز.
6. الابتعاد عن السلوكيات غير الفعالة مثل التفكير بطريقة (أما…. أو…) مثل (أما أن توافقني في فكرتي أو أنت ضدي) إن اختلاف وجهات النظر أمر صحي ولكن التعصب للرأي الشخصي دون قبول للرأي الأخر دليل على سطحية التفكير.

لماذا التفكير الفعّال (الجيد)؟

إن التفكير ضرورة ملحة للمتعلم للأسباب التالية:
1. رفع مستوى التحصيل
2. زيادة درجة التفاعل والمشاركة مع المواقف المختلفة
3. الاستقلالية في الفكر
4. إتاحة الفرصة للإبداع والتطوير
5. المنافسة على المستوى العالمي في كافة المجالات العلمية والاجتماعية
6. خلق جيل واع

أخطاء التفكير

1. التقدير والتقديس: احترام العلماء والفضلاء وتقديرهم أمر محبب ومطلوب ولكن أن يبالغ في هذا التقدير ليصل لدرجة التقديس بحيث ينظر لهؤلاء كمعصومين من الأخطاء فيؤخذ بآرائهم وأفكارهم كحجج غير قابلة للنقاش أو التسأول، فهو أمر يبعدنا عن التفكير الفعال.
2. التحيز: وفيها يظهر الفرد اهتمام في جزئيات الموقف أو المدخلات التعليمية، مما يحول دون الاهتمام والفهم الكلي للمواقف.
3. الاعتماد على مصادر غير صحيحة: كثير من مصادر معلوماتنا قد يكون غير جدير بالاعتماد عليها فالفرد يكون آراءه بناء على رأى الآخرين دون فحص أو تمحيص إما بطريقة مباشرة من الأهل والأصدقاء أو بطريقة غير مباشرة من الصحف والمجلات غير المتخصصة.
4. السلم الزمني: وتتمثل في توجيه تفكير المتعلم إلى فترة زمنية محددة، ترتبط بالفكرة التي يحاول معالجتها مع إهمال الاهتمام بالفترات الزمنية الأخرى، التي يمكن أن تكون هامة للموقف أو الفكرة.
5. التمركز حول الذات: يتمركز التفكير حول الفرد، وحاجاته، وخبراته الذاتية حيث يعتبر أن ما يراه هو الصحيح و لا يعترف بأية وجهات نظر أخرى.

1. التكبر والغرور: وتتمثل في تعصب الفرد لأفكاره، وعدم تقبله لأية أفكار جديدة أو بديلة اعتقادا منه أنه أكثر معرفة وفهما من الآخرين.
2. الأحكام الأولية: و تتمثل في تمسك المتعلم بالأفكار والأحكام الأولية التي يصل إليها عند بداية التعامل مع موقف أو ظاهرة معينة، دون البحث عن الأسباب والأدلة التي تدعم أو تدحض فكرته الأولية.
3. التفكير المضاد: وتتمثل في تبنى أفكار وأراء مضادة لشخص أو موقف ما، وذلك لغاية المعارضة أو محاولة إبطال صحة الرأي الآخر.
4. الجمود الفكري: وتتمثل في عدم قدرة الفرد على رؤية وجهة نظر الطرف الآخر، والإصرار على رأيه.
5. اندماج الذات: وتتمثل في افتقار المتعلم للموضوعية في التفكير فلا يستطيع تجريد نفسه من الموقف الذي يناقشه بل يعتبر كل شيء منعكس ومؤثر عليه شخصيا.